إدارة الذات تبدأ من المعرفة
لا يمكن للفرد أن يقوم بإدارة شئ أو شخص إلا إذا عرفه بالقدر الذي يحقق له استخدام مهارات الإدارة وتفعيل أدواته المختلفة لتحقيق الإدارة الجيدة
فالمعرفة هي إمكانية أساسية لتحقيق ما يليها من خطوات من قبيل الوعي ثم الإدارة . والإنسان في سعيه لإدارة كل ما حوله لتطويعه لمصلحته في سبيل تحقيق أهدافه يجاهد في معرفة هذه الأمور ويشغل قدراً كبيراً من حياته في طلب المعرفة لهذه الأمور فيبذل في ذلك الجهد والوقت والمال .
إلا أنه مع ذلك يغفل أهم وسيلة لتحقيق هذه المعرفة وأهم أمر يجب أن يلم بالمعرفة الكاملة به وبمكوناته وما تحويه من خصائص وقدرات ومهارات وما يعتمل داخلها من صراعات وهى
" ذاته " فالمعرفة بالذات شرطاً أساسياً لتحقيق الوعي بها ومن ثم إدارتها وإدارة المجالات التي تعمل فيها هذه الذات .
والمعرفة بالذات تتضمن ما يلي :
1- الإلمام بجوانب القوة والضعف فيها .
2- الإلمام بما تحويه من قدرات عقلية تظهر من خلال المواقف المختلفة .

3- الإلمام بالخصائص والسمات الشخصية التي تميز الذات عن غيرها من ميل للتواجد مع الناس أو المرونة الشخصية أو ...
4- الإلمام بما يحرك الذات ويؤثر فى توجيه مكنوناتها .

5- الإلمام بالأساليب السلوكية التي تميل الشخصية اللجوء لها في المواقف المختلفة ، فهل تميل
إلى المواجهة والمصارحة للمواقف أم البعد والانعزال حتى يمر الموقف بسلام أو بغير ذلك .
6 - الإلمام بنوعية الشخصيات التي تتوافق مع الذات ومع ظهورها يحدث نوع من الانسجام والتناغم بين الذات وبينها .
ولهذه المعرفة أهمية كبرى في حياة الفرد ، فهل نتخيل أن يدخل جيش معركة وهو لا يعرف عداده وقوته ؟!!
في هذه الحالة سوف تكون احتمالية الخسارة أكبر ، فعدم معرفة إمكانات الفرد واستعداداته الذاتية لن يمكنه من التخطيط لها .. ويصبح من السهل أن يدخل فيما لا يتناسب معه ، وبالتالي لا يتحقق الإشباع المرجو أو الأهداف المخطط لها .
بل أن التخطيط للأهداف لا يتأتى إلا من خلال معرفة حقيقة بالذات قبل المعرفة بالأخر باعتبارها الأساس ..

منقول بقلم (طارق المعايطة)