السبت، 28 مايو 2011

يتوجب علينا إحتلال الكرك ؟!!

صحيفة اخر خبر
كتب: محمد صيام - كولورادو - -

نختلف في " آخر خبر" مع قرارات حكومة سمير الرفاعي الأخيرة بإحالة مجموعة من الناشطين السياسيين من معلمي الأردن على الإستيداع ونختلف أكثر بإستخدام القوة ممثلة بقوات الدرك لإرهاب ودب الرعب - ربما - في قلوب المجتمعين من المعلمين في الكرك مساء يوم الأحد ضمن توليفة إستعراضية لعضلات الحكومة ورسالة - ذات صوت عال - قد تكون موجهة لمعارضي توجهات الحكومة أيا كانوا وأينما وجدوا.

 من حق الناس أن تفكر يا سمير ومن حقهم أن يختلفوا معك ومع سياساتك ومن حقهم أن يتظاهروا سلميا ولنتذكر مقولة باني نهضة الأردن الحسين الكبير رحمه الله حين صرح ذات "هبة جنوبية" إضطرته لقطع زيارته لواشنطن عام 1989 والتصريح لوسائل الإعلام الأمريكية في حينه بأن الشعوب الحية هي التي تتحرك .

إذن هي نفس "الشعوب الحية" التي رفضت سياسات والدك قبل عقدين عادت لترفض سياسات حكومتك .

  ولعلنا في " آخر خبر " أيضا نختلف أكثر مع دولتك لعدم خوضك وتبيان أسباب القرار الذي وصفته ب ( الإداري ) في حديثك الذي تداولته بعض وسائل الإعلام الأردنية داخل مدينة السلط ل " معزبك " الشيخ مروان الحمود الذي طالبك كناصح بإلغاء قرار الوزير بدران بحق المعلمين لمعرفة الرجل ربما بحكم خبرته وقراءة  ما جرى قبل أربعة أشهر بأن الناس إن قامت لن تهدأ لأن الأردني لا يقبل الضيم ولا الظلم أيا كان مسببه ومن شيمه التي يفخر بها نصرة المظلوم  .

كان يتوجب عليك يا" صاحب الولاية " الشرح  لأبناء الأردن خلال الستين دقيقة التي قضيتها البارحة في ضيافة تلفزيون" القلاب "قرار حكومتك "الإداري" وليس السياسي كما إدعيت وقرارك بإرسال قوات الدرك بدلا من تطمين الناس بنية الحكومة بيع 25 % من سيارات الحكومة وأهمية الباص السريع لسكان العاصمة في إنهاء أزمة المواصلات وصداقته للبيئة.

ونناشد من خلال "آخر خبر" كل من أصحاب العلاقة والقرار وكافة مستشاريه والعقلاء وكبار القوم الضغط على الرئيس لضبط النفس والعودة عن قراراته وإعادة دراستها وسحب قوات الدرك من مداخل مدينة الكرك الأردنية والإستماع لمطالب المعلمين وهو ما نعتقد بأنه لا ينتقص من هيبة الوزارة أو مسؤوليها وإنما تزيدهم إحتراما لدى العامة والمراقبين لهذا التصعيد غير المبرر وندعوه لعدم التحرش بأهلنا الطيبين في الكرك وكافة مناطق الوطن فالقضية ليست " مشاجرة عشائرية " صغيرة بأحد القرى لإرسال قوات الدرك لضبط الأمن وتهدئة الخواطر ... الموضوع يتعلق بحقوق سياسية ووعود كانت الحكومة قد قطعتها على نفسها لمجموعة من موظفي أهم وأكبر وزارة في الدولة ولا بد من الحوار ثانية والإستماع لمطالبهم والتوصل لحلول وسطية قد ترضى أو لا ترضي الطرفين .

أما سياسية العنجهية و"ركوب الراس " وأسلوب أنا "صاحب القرار وبعدي الطوفان" لن يكون سياسة متزنة ولا قرارا حكيما في هذه الظروف غير العادية التي يمر بها الوطن ومناطق الجوار بشكل عام.

وليتذكر الرئيس الرفاعي بأن قوات الدرك الذين أصدرت قرارك كوزير للدفاع بإرسالهم للكرك هم أيضا أبنائنا وأهلنا ، وقد أقسم لي محدثي وهو أحد زملائي - من أبناء الكرك - الذين إلتحقوا بمديرية الأمن العام بعيد تخرجنا من الجامعة الأردنية منتصف الثمانينات - بأن الدمعة قد فرت من عينيه حينما كان يستمع لمدير الأمن العام السابق عبد الهادي المجالي يقول في إجتماع داخل وزارة الداخلية بحضور رجائي الدجاني وزير الداخلية الأسبق لمناقشة تحركات أبناء الجنوب في تلك الفترة : يتوجب علينا إحتلال الكرك ؟!!

ترى أيها الرئيس كم دمعة فرت من أعين أبنائنا في "قوات الدرك"  مساء الخميس حينما طلبت منهم التوجه بكامل عتادهم لاحتلال الكرك ثانية إن لزم الأمر ؟!! وهل هي مناسبة - بريئة - حقا أن يتناول والدك وعبدالهادي المجالي وجبة عشائهما "التقشفي" مساء نفس اليوم الخميس في مطعم هاشم الشعبي وسط البلد أم حصل ذلك بعد إجتماع تنسيق أمني في بيت الباشا الكبير !!.

ولنا في تجربة 89 و 96 عبرة ... فأين أنتم مما يجري في وطن - يعلم الله كم نحب - يا أولي الألباب .

أين أنتم أيها العقلاء ؟!!.




ليست هناك تعليقات: